الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

بقلم دكتور رؤوف رشيد


......... المُحْـصَـنــاتْ
.
من زافَ بين الـمُحْـصَناتِ مُنَـدِّدًا لن تَسْـتكينَ لزعْـمِــهِ النِّـقَـــمُ
سَـيظَلُّ في دَرْكِ الصَّفاقةِ راكـدًا حـتى و إنْ أزِفَـتْ لـه الهِـمَــمُ
.
خِـبٌ تملَّـق بالـفَجـاجَـةِ حــارِدًا كالضَّـبِّ شـانَ صِِوانَهُ الصَّمَــمُ
إفْــكًا تعـمَّــمَ بالـوَراعَـة زاهِــدًا أفـلَمْ تَنَلْ من عِـرْنِـه الـعِـصَــمُ
.
ويلٌ لصَلْفِـكَ إنْ ظَـلَلْتَ مناهِــدا بين العَـوانِ تَـشــوبُـكَ الحُـمَــمُ
عِـرْنـاسُ غَـيِّـكَ لنْ يكونَ مُخَــلدًا مـا مـارَ فِـيْكَ النَّـأيُ و الـنَّـدمُ
.
فاهْــدَنْ و كُنْ بين الأنــامِ مهَـنَّـدًا نصْـلاً يهـابُ مضائََـه الَّلـمَــمُ
و غَـدا يؤبُ الـرَّأْدُ فـيـك منضَــدًا قَـبسًـا تـلوبُ لسِـحْـره الأُمَــمُ
.
بقلم دكتور رؤوف رشيد



( السويت الأدبي الشِّـعـري الأول في تاريخ شعراء الفصحى )
.
.............................. الـعَـيْـســـاء 
...
1 ... الدراما الأولى ( الإحسان ) من الأدَبِ الصُّوفي
...
إذا الإحْـسـانُ بين الـنَّاسِ غـابَ و آبَ الـمَـقْـتُ محْـفـوفًـا مُهــابـا
يَقُـتُّ بصَـلْـفِـه المغْـبـونِ قَـتًّـــا و يشْجُـبُ من صَفاقَـتــهِ الرِّحـابـا
فـيــا من آثَــرَ الأوزارَ حَــــذْوًا و زافَ من الأجاويــــدِ العِـرابـا
كفى فـلمقْـتـكَ الـمَنْـبـوذِ نَـعْــتـًا كـنعْـتِـكَ يــوم أطْـــرَيْتَ الـذِّئـابـا
كفى و ارْغَـبْ عن التنكيلِ طَـوعًا لرَبِّ الكَوْنِ شَرْعًا و احتـسابا
فـما الإحْـســانُ إلا قـوتَ قَــومٍ هُــمُ الأعْـلـونَ قَـــدْرًا و انـتـسـابا
فـمَـا أدْهــاكَ إن أزِفَ الـرَّحـيــلَ و مـا أدْراكَ إنْ فَـقَــــدَ الـمـآبــا
فـمَـنْ لـنجـائِـبِ الإقْـدامِ يَـسْعَـى يـقي من زُمْـرَةِ الـشُّـحِّ الـسَّـرابـا
و مَنْ لحـناجِلِ الصَّهْـبـاءِ يـنْضى سـيحْـصُدَ من كَرائِـبِـها الشِّهابا
و من بلطـائِفِ الـدَّيْـمـاتِ يـرْعَى يَـنَل من هِـلَّة الغَـرْسِ الـحَـبابـا
و مَنْ يقْـفـوا دُهامَ الجأْشِ يلقى من الإعْـصافِ هَـجْـرًا و اغْـترابا
فـكـيـف لِصَلْـفِـكَ الإحْـسانُ يسعى و سعْـيُـكَ حابَ غَـيَّا و ارتْيـابا
فـلا تَـرْبــأْ لـنـابيـةِ الـعَـوانِ و دِرْعُـــكَ قَــدْ حَـبــا سَــيـفًـا قُـبـابـا
و لا تَـقْـنَـطْ فـمَهْـوُكَ حـازَ نَصْـلاً أراقَ من الأبـابـيــلِ العُـقــــابا
...
2 .. الدراما الثانية ( تهذيب و إصلاح ) من الأدَبِ الصُّوفي
...
فـيـا من كُـنتَ للإخْــلالِ نِـــدا و بالإغْــلالِ مَـشْـبــوبـًـا مُـصـابا
ألم تَرْغَـبْ عـن الـتَّعْـسـيفِ يَـوما و تُـؤْسِـرُ من شَـوارِدِكَ الإيابا
ظِـمائُـك آسَ أشْـراطَ الـمَـوالي و زعْـمُـكَ للـهـوى أضْحى لُغابـا
كـفـاك من الـغَـبائِنِ ما تَـولَّـى و كُـنْ كالرِّيحِ يعْـتصِـرُ السَّـحـابـا
فـإنْ آتــاكَ خَــوَّارُ الـبـوادي كما الـزُّهْـلـولِ يُــــتْرِفُ من أنــابـا
فـكُـنْ كالطَّــيرِ يعْـــترِشُ الجِـنانَ و ينهَـلُ من سُلاسِــلُها الأَبـابَ
و كُـنْ للـحَـقِّ حـيـنَ الـبــأسِ إزْرًا تـكُـنْ للهِ عَـبْـــدًا مُسْـــتجــابـا
و عُـــدْ لله دون الخَــلقِ عَـــدْوًا بـقَـلْـبٍ زافَ خـفَّـــاقًـا مُـثـــــابـا
فـإنْ ضاقَـتْ بـكَ الـنَّعْـماءُ فاهْـدنْ فـإنَّ الـرِّزقَ لَـنْ يَـأتي غِـلابـا
و إن زَمَـرَتْ لك الأغْــلالُ فـارْكَنْ و تُبْ للهِ معْـصـومًا مَـتــــابا
و كُـنْ لـحَــنادِسِ الـدَّهْــمـاءِ بَـــدْرا و لِلـرَّمْضـاءِ مِـدْرارًا عُـبابا
عــسى الـرَّحْـمنَ أنْ يُجْـزيـكَ عـنَّـا من الآلاءِ رزقًـا مُـسْـتَطـابـا
فـكن للحُـسْنِ و الإِحْـسان أهلا و كن سَــهلاً و كُنْ مـاءًا رُضـابا
...
3 .. الدراما الثالثة ( اليعْـسـوبْ )
.
هجـيرُ الأنْـسِ كالإبْـريْـزِ أمْـهى من الأفْـراسِ يَـعْـسُـوبـًا مُـشـابا
مَضـيـضُ اللَّحْـظِ مَـمْـسُـودًا تهـادى و دانِـيَــةٌ تُـغـازلُهُ ارتـغـابـا
فـقـالـت للـذي أضحى مُـشـابا و كال من الـجــوى كـيلا مُـرابـــا
ألـم يُـشْجيكَ دَمْـعُ العَـيْـنِ فَـضْلا و قـدْ أضْواكَ من قَـلـبي العِـتابا
فـمَـنْ يُـجْـزيْـك عَـنِّي قَــدْرَ صـاعٍ من الـتَّحْـنانِ حَـبْرًا و ارْتِـبابا
فـحـينَ الـبـأسِ أضْواكَ الحَـنينُ و حـينَ اليأسِ أضْـوَيْتَ الـصّوابا
فكَمْ جـارَتْ بـكَ الآثـــامُ قَـسْــرا و لـمْ يـوصِـدْ لكَ الرَّحْـمـنُ بابـا
و كَمْ مـارَتْ بـكَ الأغْـلالُ نَصْرا لِـمَـنْ حاقَ المَراسَـةَ و الـشَّـبابا
فـكُـنْ كالـمُزْنِ قَــدْرًا و احْـتـفـاءا و كُن للغَـيثِ رِدْءًا و انْـتـسـابـا
فـإن راهَـتْ أواصِـرُكَ الـنَّـواهي فــــلا تكن بين الشُّـقـوقِ رِئـابـأ
و لا تـجْـــأرْ لِـمَـنْ آتـــاكَ ذَرْعــا و كُـنْ لّـــذَّا نَجِـيٌّــا مُسْـتـصـابا
فطـيـفُـكَ عـانقَ الآفـاقَ عِـشْـقـا و حـاق الكونَ حَـفْـوًا و اسْــتِـهابا
عَــسى أنْ تـأسِــرَ الآرامَ شَــدوًا بقَـلْـب آثــرَ الـعِــشــقَ ارتـبـابـا
فــلا بـأسٌ على صَبٍّ تـجــلَّى و راجَــزَ من سَــوابِحِـهِ الـعِــرابـا
...
4 .. الدراما الرابعة ( العَـيْســـاءْ )
...
سَـــلوا العَـيـسـاءَ عَـنْ راعٍ تـجـلَّى و لم تـأبـه بــداوتُـه الصِّـعـابــا 
رَميضُ الـنَّـصْـلِ سِـردارُ الـنَّشـامىَ يحُـفُّ من الـمَغاويْـرِ الـرِّقـابـا
يـؤوبُ لـمَـنْ تُـشـاطِـرُهُ الأيـامى و يـنفُـضُ عَـن بَـرائـتِـها الغِـيـابا
عَـتِـيًـا في سُـهـوبِ اللَّيـل يمْـضي و لم تأْلَـفْ مَـراسَـتُه الـوِصـابـا
دَدانٌ في رَحىَ الدَّهْـنــاءِ صِـلٌّ أمـــاطَ الـكَّـرَّ و اقْـــتَرَفَ الوِثـــابا
هَـمىَ مِن فَـرْقَـــدِ الـتَّـيْـماءِ نَـجْـمـًا أمــاطَ من الـغَـرابيبِ الـعُــبابـا
سَــرا كالـغَـيْـنِ مِـلئَ الأخْـضـرَيْنِ كريـمَ الصَّـاعِ صَـبًّا أو طِــلابـا
فـلَـمْ يَـرْغَـبْ عَـن الإرْواءِ يَـوْمـا و لـنْ يـنْـأَى و إنْ رادَ الـذِّهـــابا
و آسَــرَ مِنْ عِـرابِ الـرِّيـحِ مُـهْـرًا يـفـيهِ من الأجـاويـدِ الـعُـجـابـا
سَــلوا الأجْـفـانَ و الأسْـوانُ تربوا أدَمْـعُ العَـيْنِ قـدْ فـاقَ الـنِّـصابـا
أم الأغْــــــلالَ تقْــترفُ الـنَّـوايـــا لـتـأسِــرَ من عَـرابَـتِـهـا اللُّـبـابا
عَـسا من أسْـكَرَ الوِجْـدانََ حُـسْنا و شاعَ الـشَّـيْبُ نَـثْرًا و اعْـتصابا
فصَبْرُكَ في خَـريفِ العُـمْرِ صَبرٌ و صَمْتُكَ حـارَ جهرًا و احتجابا
...
5 .. الدراما الخامسة ( دِرْفاسُ الـفَــلا )
.
ذَمـولٌ من بناتِ العِـيـس تَرعـَى و دِرْفـاسٌ يُراوِدُهــا اصْـطِحـابا
فـإن حـاصَتْ عـن الإصْباءِ عَـدلا تمـارى الـوجْــدُ نأيا و اقـترابا
و إنْ سَـجَـرَتْ بجـرسٍ الحانياتِ فــدِرْفــاسُ الفَـلا أمْـسى مُحــابا
يجــوسُ الليلَ كاليعْــسُوب زَمْــــلا يُـصـارِعُ من غَـلائِـلـهِ اللُّهـابا
عـلى الآكـام يرتقِـبُ الـضَّواري و يـرقـبُ من ذمـامَـتـه الـرِّكـابـا.
و ليـلُ الـبيــدِ ما أبـلاه لَـيـلا عَـتــاهُ الصَّـمت عَـصْـفًـا و ارتـيــابا
سَـــما من غُــرَّةِ الـعَـيْــسـاءِ بُهْــرٌ أصابَ من الـمَـغـاتـيرِ اللُّـوابـا
و إنَّ لـدّوْسَـــرِ الـوَضْـحـاءِ نِــدُّ يُـغـــازِلُ من حَــلائِـلِــهِ الكِـعـابا
فـإن حـابَتْ مَـرامــيزُ الـبَغــايــا فــكن صَـلْـدًا لمن حَـدَمَ الـحِـرابا
و إنْ صَـفِـرَتْ وِطابُ الجأشِ فاهْـدَنْ لِـمَـنْ تُوْلي ذِمامتُكَ الحِـبابا
و كن لجُـراهِــمِ الهَـيْـجـاءِ دِرْعـا و للـغَـوْغـاءِ نَـصْـلاً مُـسْـتهـابـا
تـنـل من غُــرَّةِ الـعَـيْـسـاءِ نـورا و من قِـطْـرِ الشَــآبِيبِ الـرِّبـابـا
.
بقلم دكتور رؤوف رشيد



****** صلوا على خير الأنام محمد **************
.
قُـم للصَّــلاةِ عـلى الحَـبيب مُحَـمَّـدٍ إن كنت في حُـب الحبيبِ جَـديـرا
إنَّ الصَّــــلاة عـلى الحَـبيب سَــنـيَّـةٌ آلَـتْ بحَـوْلِ الـذَّاكـرينَ غَــديـرا
قُـم و احْـتـفي بين العْـبــــادِ مهـــللا و انْجــو بقلبك و اشتهي التبكيرا
فـلمَـنْ تجـلَّى بالـصـــلاة مكـــارِمٌ و لـمن تحَـــلَّى بالـسَّـــلام نصــيرا
و كـذا المـديح بذكْـر ذات المصْطـفى يسْــعى بقـلبك سـامرًا و سميرا
فـالمَــدْحُ زادٌ للأنـام و روضَــةٌ و الـذِّكْـر يُـشْـرق في السَّـماء منــيرا
أشْـــرقت يا بـــدْرَ الأنـــامِ مُســـالمًا و مُعَــــلِـما و مُبـشِّــرا و نـذيـرا
صــلُّـوا عـلى خـــيرِ الأنـام محمَّــدٍ و اسْجُـد لربَّـك طائِـعًـا و قَـريْـرا
.
..... بقلبي ... فارس الأشعار ... دكتور رؤوف رشيد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.