الأحد، 12 أغسطس 2018

الشاعر عبدالقادر حصحاص


هذا المساء
* * * *
هذا المساء...
سأرتب مكتبي القديم..
ذو الأعمدة الشقراء
التي مالت إلى الحمرة 
قد تمكن منها الصدأ
و أنفض الغبار على الأريكة 
دات التوب المهترئ
* * * *
و أرتب بعض الكتيبات...
و أترك مسرحية موليير 
"مدرسة الزوجات"
و الوصايا العشر.. 
لسنيور أرنوف لصغيرته أنيس
* * * *
هذا المساء...
سأعلق سفائر الذكريات..
على لوح الماضي المكتمل
سأستشعر الحاضر و أستقبل الآتي..
سأشعل الشموع 
لأكسر عتمة الليل الطويل
* * * *
و أتفقد مشطي و ما بقي من أسنانه..
الغير مكسورة
و أتوجه إلى مرآتي المشقوقة
و أخلص شعري بعضه من بعض
و أتفقد وجه كهل..
و ما أزدرأت السنين من ملامحه
و أحلق ذقني و أنعشه برذاذ العطر
* * * *
هذا المساء...
سأفك شفرة الصمت..
و أضع اسطوانتي المنسية لبتهوفن..
"أنشودة الفرح" 
السيمفونية التاسعة..
و أرقص على نغماتها..
و أسجل شهادة ميلاد جديدة
* * * *
هذا المساء...
سأعيد الحياة لمزهريتي
و أصب ما تبقى من ماء
لأنعش وردة قد أذواها حر الدهر
لتكون زينة مكتبي و أنسة وحدتي
و أكون لها كفيل ما بقي من عمري...
* * * *
بقلم عبدالقادر حصحاص





يا أناي
لا أعلم مابك..
يا أناي...
ما حل بك..!
أين أنت..أين أجدك..؟
سهوا إفتقدتك
لكن..مازلت أنتظرك
لك السلام يا أناي...
* * *
يا أناي...
لم أخترت الهروب..؟
و قدرك مكتوب
كشمس لها غروب
و القمر بالعتم وميض منصوب
و النجوم لسيارة دروب
* * *
يا أناي...
لولا الماء و الهواء
و الرياح الهوجاء
ما جاد رب العلياء
مزن على الأرض البيضاء
بعد صبر على البلاء
* * *
يا أناي...
من الملام..؟
أأنت..أم مقت اللئام..!
ماضيك بقايا أحلام
حاضرك سرب حمام
مستقبلك سراب أوهام
* * *
يا أناي...
في جد الجد..
ميراث لا يحصى ولا يعد
و في تخاذل الولد
و طيش الحفيد
حقد الأعادي..وعد و وعيد
* * *
يا أناي...
بين حاضرك و ماضيك
تناثرت هيام..تشكلت ضباب
سراب يخفيك..أسرتك الرياح
وحده الله يعلم مجراها و مرساها. 
* * *
يا أناي...
هل تسمعين هذا الأنين
و أنت تغازلين
جرحاً عربياً دفين
* * *
دس بأديم وطن
حزين...
و أنت تغمزين
و تلمحين
لخشخشة أزهار ربيعنا..
أقوى من صوت المتوجعين
* * *
على عتبة فلسطين
دكت بذور الياسمين
و ناح الألم بأرض الرافدين
و أنت مازلت تهمسين
لهذا الحلم اللعين...
فلا تناورين
ولا تراودين
الأمل رهين
و الجهل بيننا..مكين
* * *
يا أناي...
على ما تعولين !
على قطيع ذو فكر..هجين
أو على فارس بدين
فمن المحيط إلى الخليج..
جعجعة ولا أرى طحين 
--------------------------
بقلم/عبدالقادر حصحاص




أكتب يا قلم
أكتب يا قلم الألم حبرك
أكتب على طاولتك
أو على فنجانك
أكتب على خبزك الحافي
أو على جسدك
أكتب على نعشك
انتظر جنازتك
أكتب ما شئت..قل ما شئت
أنت ظل قدرك...
قدرك انزرع بأرض بيضاء..
لا تؤمن بالأوفياء..
تمجد السفهاء...
أكتب حسرتك..اقرأها وحدك
أكتب أشعارك..انشدها وحدك
أكتب حب..لن يكون نصيبك
أكتب على القمر
على النجوم
عن الوطن..عن الهموم
عن الصمود..عن الوجود
أكتب أنت هنا موئود
في غياهب الجب قعود
أكتب عن تبدد الأحلام..
كيف تطايرت هيام..
عن أمل يعزف بالناي..
يلحن على وتر العود أنغام...
أكتب السابقون سابقون
و اللاحقون لاحقون
ما فاز إلا المتملقون...
أكتب الوحدة لظي..
تحرق مهجتي
الوزر أثقل مفكرتي
أنت فقط تأنس مخيلتي
ما أنا إلا بشر..
لا تحملني دون طاقتي
===============
بقلم عبدالقادر حصحاص




قهوة روبستا

استرجعت بعض التفاصيل
حيث نسيت ذاتي
------
هناك...
بين نقطة و فاصلة
على جريدة اللقاء
و زخات المطر
و فنجان بن فاخر
و على الأريكة القيصرية
حيث استأنس خصرك
استبداد...
و أشياء أخرى
لم تحتفظ بها
ذاكرتي
------
شفتاك...
انهكت مخيلتي
شتت بنات أفكاري
و أنت تمصمص
قهوة " روبستا "
------
غير آبهة للزمن
كفارسة دنكشوفية
أرتأت أن تكون
آخر زهرة برية
...
--------------------
بقلم/عبدالقادر حصحاص



عندما أستيقظ
عندما أستيقظ...
سأنفض الغبار الجاثم بغرفتي
و أرتب البيت
و أنير الزوايا المظلمة..
بشموع الأمل
و ابتسامة طفل
و أزحزح ستار نافذة غرفة النوم
القبلية...
لأتلصص عطر زهرة الأوركيدا
و أعلق سفائر الذكريات
على لوح الماضي الغير المكتمل
و ألملم بقايا أحلام..هنا و هناك
و بين أحشاء مقت الصمت
و رتابة الوقت
عندما أستيقظ...
سأحرر عصفوري"الكناري"
من قفصه المصنوع
ليشدو ألحان
و يتمرن على سيمفونية " ضوء القمر"
لعله يطرب شرانق
المنزوية بفضاء حديقة الحي المهملة
أسيرة عتمة ليالي الشتاء..
الطويلة
الجافة
المظلمة
و تهديدات زنابير تلوح بالأفق...
لربما تطرح فراشات
تذيب الخواء
ولتستقبل موسم ربيعي جديد
بعيد عن انصهار الجليد
و بأس النار و الحديد
لتزين أرجاء المدينة القديمة
و يعم السلام بأوطاني
عندما أستيقظ...
سأرسم خريطة وطن كبير
كيف كان..؟
كيف صار..؟
و إلى أين المآل..!!
عندما أستيقظ...
ستحلق فراشاتي بعيد
ترى..
هل ستجد اليمن السعيد؟ 
و تطوف بالحجاز في أمان
و تجوب الحدائق المعلقة بافتخار
و تشهد زفاف"أميتس"
و تحط الرحال بتدمر
إلى جالوت حيث اندحر التتار...
و هل سترقص فراشاتي..
على خرير مياه دجلة والفرات
و النيل ثم اللكوس
و هل ستعيد التحليق بقرطبة
مع عباس بن فرناس
عندما أستيقظ...
هل يكون بقاء للدار..؟
و يكون العصفور حر..؟
و يكون بحديقتي غبار..؟
و هل ستصمد فراشاتي وسط الإعصار..؟
--------------------------------------
بقلم عبدالقادر حصحاص/المغرب



حكاية قلم
يسألون عنك البعض
متى عرفت النظم؟ 
أي لون اقتبس الحبر
بات ينثر يئن ألم!
وأنت لشهادات ارمد 
بعد الشمس عن علم
لا تكتب أشعار حب
وهل القلب بث بعدم؟
أيا سائل عشق باطل! 
و أوطان تنضج ظلم
بنجد حوصر الدين
أنكر العالم ما يعلم
أفتى تابع لتحرر
و الخبث فينا نجم
دم المسلم مباح
شرع بكواليس الأمم
أتقن الحكام النباح 
و المغتصب يعض يقطم
تاالله أكلنا "ليلا"
كثور أسود كان له يوم
بقلم/عبدالقادر حصحاص


فضفضة
====================
و أنت هناك...
بموطن النسيان
تمارس طقوس الوحدة
على أنغام سيمفونية
"ضوء القمر"
هل تذكرت أنك
إنسان...
و أن الحياة..قدر
و الصمود..صبر
و أن الخلود
درب من دروب..الشر
====================
بقلم عبدالقادر حصحاص



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.