الأحد، 12 أغسطس 2018

الشاعرة رندلى منصور، من ديواني "دوران"

شوقي إحتراق!
أقفُ على فُوَّهة شوق.
قد يقذفني اشتياقي
حِممَ ذكريات،
تسيلُ على صَمْتِك،
تجرف،
تحرقُ عشب الانتظار...
ومازلتُ أقفُ على فُوَّهة شوق؛
يهتزُّ قلبي
تنبضُ الأرض تحتَ أقدامي
أتحوّلُ إلى بركان
تتأهّبُ هُدبي لِلفظ حِمَمِها...
كنهرٍ من نار أُضرِمتُ من تحتِ الرّماد
شعلةَ حبّ...
خَجِلَتِ النّارُ من لهيب قلبي،
فخَمَدَت
تاركةً لشوقي مهمّة الغليان
لأصلَ إليكَ فنُكمِلَ الانصهار!!
رندلى منصور، من ديواني "دوران"

Image may contain: night and outdoor


أنتَ قصيدتي...
اليومَ،
سأكتبُ أجملَ قصائدي،
سأنسِجُ منَ الحروف رداءً لصفحاتي العارية،
اليومَ،
سأتركُ إزميلَ النّحت
سأودّعُ ريشةَ الألوان
سأُلقي بقلمي،
بمحبرتي،
بعيدًا، بعيدًا...
سأستغلّك دمًا،
اليومَ،
سأستعملُ أصابعي
أَحيكُ بها ملحمتي،
سِمفونيّتي،
أُسطورتي العشقيّة...
سأُلامسُ أوراقي بإباحيّة،
أُمارسُ على بياضها
تعويذةَ حبر
تُخطّ على جلد قصيدة
بأناملِ شاعرة
فتظلّ تُكتب تُكتب
إلى أن تخرجَ من مَخاضِ الكلمات
مولودًا لا شبيهَ لك
في عصور الهوى...
قصيدةً تِلوَ قصيدة
تخرج من رَحِمي
ديوانَ حبّ
بأبجديّة شعريّة!!
رندلى منصور، ديوان "دوران"، الدوران 13


قافية عشق...
جفّت مضاربُ القلب عندي،
لا أوتدة،
لا حِبال،
تصحّرت شراييني في خِيَم النسيان...
قوافِلُ الأيّام تمضي،
لا سائِل،
لا مِرسال،
لا من يُنبئ بهلال...
راعٍ أضاع نجمًا،
مُعلّقات أُلقِيت على حافّةِ الحِرمان،
تخدّرت مدامعي،
وحيدة،
أَخلِد إلى المجهول...
تقتحِمُ خِدري،
تجتاحُ مَخدعي،
تحاصرُني في أناتي،
تُفجّرُ فيّ أنوثتي،
تُمطرُ رجولة على امتدادي
فتدبّ الحياة في حِبال أوردتي
أشُدُّ إزاري،
أُغطّي شعاعَ أفكاري
فتنسالُ عشقًا بين أشواكي،
فتُزهر...
وتنبعثُ من بين كُثبان صحرائي،
فتُمطر...
طوفانٌ حوّل رمالي الراكدةَ
بركانًا...
إعصارٌ أعادني إلى مملكة النساء...
قصيدة!!
رندلى منصور
من ديواني "دوران"، الدوران العاشر



محبرة عِشق...
ليتني وُلدتُ محبرة َعشق
لأسيلَ على سطور القصائد
وأسطرَّ كلَّ عناوين الأمنيات...
عندها أُخلّدُ في قواميس الحبّ،
وأُحفَظُ بعد أن يصبحوا في عالم الذكريات
أُقرأُ مثالًا،
أُدوّنُ أُمثولة،
أُرسلُ تعويذة...
لكنّني أبقى منَ العاشقين بعد فنائِهم
وأبهى بعد جفافهم...
فكيف للسّطور أن تُمحى
حين تُنقشُ على ألواح الهوى!!
رندلى منصور، الدوران 12، من ديواني "دوران"




قصيدة جديدة، أهديكم إياها بمناسبة عيد الفطر...
إقرأني
ما أنا بقارئ
إقرأني
قلت، ما أنا بقارئ
إقرأ باسم العشق الطارق
إقرأ في عيني صحائف الطوارق
إقرأ شغفًا بإسم قلبي الخافق
أَقرأني قلبي جنونًا ليس بعده بارق
في القرب نار تلظى والروح يلتهمها حارق
في البعد نعيمٌ، جهنّم والكفر سامق
كنت في الأزل فيك، لكنّ الزمان مارق
متى الوعد، متى اللقاء، متى؟!؟!
أنت يقيني، في فؤادي شمس المشارق...



يا أناتي...
مِرآتي لا تَراني
فَأَنا مِن دُونِكَ بِلا صُورَة.
هَل فَقَدَتْ قُدرَتَها على إِظهاري،
أَم فَقَدْتُ قُدرَتي على الظُّهُور؟!
هَل أَنا حَقًا هُنا؟!
لا انعِكاسَ لي
و لا حَتّى إِطار
وُجُودِي عَدَمٌ مِن دُونِك،
حَقيقَتي سَرابٌ،
كَياني مُستَحِيل.
لا الضَّوءُ يَعكِسُني،
و لا المرآة تَجِدُني
و لا أَنا، مَعي
فَلَيسَ للوُجودِ وُجودٌ مِن دُونِك...
فَكَيفَ أُوجَدُ أَنا؟!
رندلى منصور






أَبحَثُ عَن صَمتٍ كَانَ يُشبِهُني
في ضَوضائِي و مَلامِحي
أَبحَثُ عن السُّكونِ مِن حَولي...
أَضَعتُهُ!
دَخَلْتُ إِليَّ في رِحلَةٍ
أَبحَثُ عَن هُوِيَّةٍ
لِقَلبِي،
لِي،
لا فَرق...
فَكِلانا في الشَّتاتِ
تَبَعثَرنا!
و هُنَاك...
بَيني و بَيني،
تَعَثَّرتُ بِك...
هُنا، أَنتَ، مُنذُ الأَزَل
كَيفَ أَنا لا أَعرِفُني؟!
لمَ لَمْ تَصفَعْني كَي أَعودَ مِني إِلي؟!
قَضَيتُ عُمرًا بِلا تَذكَرَةِ مُرورٍ ذَاتِيَّة.
مَرَّت سُنُون و أَنا خارِجي.
وَحدَكَ تَحمِلُ مِفتاحِي...
داخِلي كَانَ مُوصَدًا،
مَرصُودًا،
كُنتَ في الهُناكَ، عَنِّي!!
و أَنتَ...
بِصَمتِكَ
بَصَمتَني
إِلى الأَبَد...
و أَعْدَدْتَني لَكَ
و أَعَدْتَني لي
و ها أَنا هُنا مِن جَدِيد
أَرتَدي صَمتي بِكِبرِياء.
في مَوسِمِ الضَّجيجِ اهتَدَيْت،
اختَزَلْتُ بَقايا الضَّياع؛
جَمَعتُها،
صَنَّفتُها،
و بِحِرْفَةٍ
كَسَّرْتَ أَغلالي
و حَطَّمْتُ قِفلَ تَوَهاني
فَوَجَدْتُني مَوطِنًا يَستَحِقُّ السَّكينَة!!



دعاني الحزن إلى ضيافته وقلبي لبّى النداء،
مكان مفعم بالألم واللّوعة، دخلته برفقة قلبي وصديقنا الثالث
الذي يرافقنا دومًا؛ في هكذا مناسبات؛
"المجهول".
دخلنا معًا، فوجدنا مضيفنا بحلّة تستفزّ الشجون،
وأكثر...
فذهلت من فرط المشاعر والأحاسيس التي تحيط بك من كلّ
إتجاه.
شموع في كلّ مكان... النور خافت جدًا، والهدوء المستتبّ في
الأرجاء يضع الموجودين في حالة اختبار لاإراديّ لعواطفهم.
جلست وقلبي وبيننا المجهول... ننتظر!
كلّ شيء يوحي بالسكون...
إلاّ السكون المجنون فمن يعرفه يستدرك أنّه الهدوء الذي يسبق
العاصفة...
وبينما كنت أنتظر...
كان قلبي يخفق وكان المجهول يراقب نظراتي بلهفة، ويستمع إلى
خفقان قلبي بشغف وترقّب
وفجأة وصل ضيف الشرف...
فاستنفرت كلّ حواسي،
وضاع التركيز...
وبدأ الحلم...
كوكبة من الهمسات الرقيقة حدّ الحب...
وشوشات بريئات حدّ الصمت...
نظرات حائرات كدمعة طفل...
وشيء ما اهتزّ في ضلوعي...
أهو قلبي يتراقص مع ترانيم المساء؟! أم ومضات حبّ تلوح في
الأفق؟!
أم شمس تلامس البحر بدلع فراشة تقترب من الضوء؟!
بالباب يقف برجولة مغرية حدّ المجون...
فوجدتني غير آبهة بكلّ الحضور...
رمقني بنظرة أمر لم يستطع بعدها قلبي البقاء سجين الضلوع...
فذهبنا إليه، كعاشقة ترقص على أنغام الخفر...
وعند التلاقي، شعرت بأنفاسه تحرق وجهي فعرفته من رائحته التي
ملأت المكان بأسره...
نعم هو، ما زال يشبه ذاته، كلّما ابتعد عني اشتقته،
وكلّما اقترب مني أحرقني...
ضاق المكان بي، وقلبي ليس معي؛ فلم يبقَ من نفسي سوى بقايا
نشوة، لم تصل حدّ الجنون، وقلبي منّي هارب، علّه يفلت هذه
المرّة...
لكن كيف؟!...
كلّما نظرتُ في عينيّ هذا الضيف، أفقدُ ذاكرتي،
وأنسى أغلب حواسي، وأمشي وراءه كالظلّ الذي يلحق بصاحبه...
وأحيانًا يسبقه...
ضيفي أنا.. اسمه يُطرب السامعين، ويُلهم الشعراء...
أمّا نحن، معشر العشاق، نعرفه لأنّه يسكن الحشا...
ومأواه بين الضلوع...
نحن المتيّمون، نختاره كلّ مرّة، متيقّنين ألّا مفرّ من الوصال...
حتّى ولو بعد حين...
ضيفي أنا.. سيّد القصر، مليكه، يتربّع فوق مملكة العشق، تعرفونه
جيّدًا...
هو "العذاب"
نرشفه مع كلّ جرح ينزف لوعة ويقينًا...
نعزّزه طوعًا ونهديه أجمل أيّامنا ليغدوَ سيّد الذكريات... والقائم
بأعمال القلب...
فإلى أين تهرب يا قلبي؟!
تعوّدْتَ دومًا أن تحيا في الرمال المتحرّكة، لم تعرف يومًا أرضًا
صلبة، ثابتة...
تقف اليوم أمام المرآة، ترى قلبًا مشوّهًا...
أمّا أنا، فتفوّقت عليك، وفزت بلقب مسخ امرأة برتبة....
عاشقة!
رندلى منصور، من روايتي "حرية وراء القضبان"



رِيقٌ زُمُرُدِيٌّ يَتَلَألَأُ أَصدافًا؛
وَجهُ صُدْفَةٍ لاحَ
و قَليلٌ مِن الكِبرِياءِ،
مِرآةٌ تَقولُ نَعَم...
عَينانِ تَبتَسِمَان،
قَلبٌ يُرَفرِفُ بِنَغَم
و حَقيقَةٌ تَنبُضُ هَيَّا!!
صَوتٌ غَرَّدَ في الأُفُق،
جَبينٌ أَضاءَ السَّماء،
رِحلَةٌ إِلى الهُناك...
مَدينَةٌ بِلا عُنوان،
حَجَرُ مَرجانٍ يَخرُجُ مِن يَدِي
يُضِيءُ زَوايا المكان.
لُؤلُؤَةٌ على جَبيني،
أَسرارٌ و هَذَيان،
حَرارةُ قَلبٍ تَرتَفِعُ
نَبضٌ كَأَنَّهُ بُركان.
عِطرُ يَاسَمينٍ يَفوحُ
خَرَجَ مِن مَسامَاتي أَلحان.
كَيفَ السَّبيلُ إِلى الوِصالِ؟!
شَوقٌ،
احتِراقٌ،
تَسبيحُ وَلهَان...
كُلُّ الأَزمِنَةِ و العُصُورِ تُطوَى
على أُرجُوحَةِ غُفران!!
رندلى منصور



الدوران الثالث عشر
اليومَ،
سأكتبُ أجملَ قصائدي،
سأنسِجُ منَ الحروف رداءً لصفحاتي العارية،
اليومَ،
سأتركُ إزميلَ النّحت
سأودّعُ ريشةَ الألوان
سأُلقي بقلمي،
بمحبرتي،
بعيدًا، بعيدًا...
سأستغلّك دمًا،
اليومَ،
سأستعملُ أصابعي
أَحيكُ بها ملحمتي،
سِمفونيّتي،
أُسطورتي العشقيّة...
سأُلامسُ أوراقي بإباحيّة،
أُمارسُ على بياضها
تعويذةَ حبر
تُخطّ على جلد قصيدة
بأناملِ شاعرة
فتظلّ تُكتب تُكتب
إلى أن تخرجَ من مَخاضِ الكلمات
مولودًا لا شبيهَ لك
في عصور الهوى...
قصيدةً تِلوَ قصيدة
تخرج من رَحِمي
ديوانَ حبّ
بأبجديّة شعريّة!!
رندلى منصور من ديواني "دوران"



مساء الشوق المعطر بنسيم العشق...
الدوران الثاني...

إشتقتُ لخابية أعتقك فيها،
فأحتسيك تحت ضوء الحب...
أرفع كأس حريّة،
شربت نخبها
من بين أصابعك،
خمري ليس مصنوعًا من العنب،
بل صانعُ عشقٍ صارخٍ،
يختصر بطعمه كلّ أنواع الخمور
لكنّه تفوق على قدرتها جميعًا
فهو مزيج نشوة برّية وعطر
وعبق لهفة وسحر
أملأ كأسي بك، فتفوح على جسدي
تسكره
تذوّبني
فأصدحُ كوترٍ يُعزف بريشة وعد
تحمل أنغام أحلام
فيرفع الكأس،
مثنى،
ثلاثا،
ورباعا...
نخب تطويق الياسمين
وتطاير الفراشات
رقصات،
زغاريد،
وحدك تبقى الكائن الأكثر ضوءً
تُصبّ في كؤوس من عقيق
تخرج من فوّهة الإنتظار
شرابًا يوقف ظمأ ملايين السنين!!
#رندلى_منصور من ديواني "دوران"


واليوم حبيبي، أستميحك عذرًا...
لأنّي ولأوّل مرّة...
سأستبيحك عشقًا...
حبيبي...
هل أقبّل قدمًا مشت على عشب قلبي، فأزهر؟!
أم أقبّل يدًا مرّت على جبهتي، فأضاءت وأشرقت؟!
أم أقبّل أطراف أصابع، غزلت مشاعري وعواطفي، رداءً عشقيًا؟!
حبيبي...
هل أقبّل عينًا تضيء ظلمات ليلي؟!
أم أقبّل ثغرًا لم يعدْ يعرف سوى... الابتسام في وجهي؟!
أم أقبّل جمال روح، أينعت وحان قطافها؟!
حبيبي...
سأقبّل ربًّا أهداني إيّاك عمدًا... كي تكون الطريق الذي أمشيه...
لأصل إليه...
وبما أنّي استمحتك لأستبيحك إلى هذا الحدّ...
لأنّ بيننا، لا حدود ولا حواجز...
رغم المسافات والقضبان...
لماذا كتبتني على صفحاتك؟!
ورسمتني أعمدة في مقالاتك؟!
لماذا لم تتنشّقني في البراري والأنهار؟!
أتظنّني في زاوية قفص؟!
لم يكنْ لي قضبان، إلاّ ضلوعك!
ولم أكنْ سوى أسيرة قلبك!
والآن أصبحت عبيرًا يفوح مع كلّ نسمة،
وأريجَ عطر ينبعث من كلّ زهرة،
وتأكّد أنّك قبلي لم تطرب يومًا من شذا أيّ نغمة،
وأنّك قبلي لم تذُقْ طعم عاشق يهجره النّوم، في كلّ ليلة،
وأنّك قبلي لم تستمتع برؤية بريق لأيّ نجمة،
وأنّك من دوني، لن تعرف، حبّ أيّ إمرأة،
فوحدي أنا...
قادرة على اختزال كلّ زفراتك،
أنسجها شالًا،
أضعه على خاصرتي...
وأطوي به كلّ أزمنة خيالاتك....
لأخطّ لك ناموس عشقٍ، ليس بعده، تاريخ لأنّاتك!!
أنا أعرف تمامًا...
أنّ موتك دوني... حياةٌ... شقاءٌ... حتى تلقاني!
وحياتك من دوني... فناءٌ... جائعٌ... حتى تلقاني!
وفي كلتا الحالتين....
حبّك لي... مخاضٌ عسير...
ولادة قيصريّة لعشقنا الأزليّ...
فبعد أن استبحتَ كلّ مساحاتي...وروّضتَ فيَ المرأة الجامحة...
أشكرك...
فوجودك في حياتي... كان أجملَ من كلّ توقعاتي...
فأجملُ الأشياء تحدث... حين لا نتوقّعها!
رندلى منصور، روايتي "حرية وراء القضبان"



إلى من علّمني الحياة
إلى من أطعمني فاكهة الحب
وذقتُ معه علّة وجودي
لن أرضى بغيرك حبيبًا
سأخلع ثوبي
وألبسك ردائي
لتزرعني تحت جلدك
سرّ أسرار نجاتي
سأسري في شرايينك
كما كنت دومًا
دمك الخمري بطعم رندليّ
مذاقه عشق
لونه عشق
بدايته أنت ونهايته شراييني...
#رندلى_منصور خربشات مسائية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.