الخميس، 13 سبتمبر 2018

((الثقــــــــــة))✍ بكيل معمر أبو أسامة الشميري

((الثقــــــــــة))
إن الثقة تُؤخذ ولا تُعطى... أما كيف تؤخذ.. فبالعمل على تكريسها في عقول ونفوس المحيطين بنا والمهتمين بشئوننا، في الوقت الذي لا نتصرف فيه بشكل يثير الشكوك فينا أو في تصرفاتنا أو يثير الهواجس لدى الآخرين.
إن الإنسان النظيف والواثق من نفسه والمطمئن إلى سلامة أفعاله.. هو الذي يسعى إلى تقديم البراهين على براءته وسلامة نواياه وحسن تصرفاته حتى يزيل كل أثر يمكن أن يعلق بنفوس الآخرين عن تفسير ما يجري بصورة مغلوطة.
وعلى العكس من ذلك: فإن الغموض من جهة، والاختفاء المفاجئ عن الصورة والتحايل وتبرير الأعمال المثيرة للظنون من جهة أخرى.. تهز الثقة، وتقضي على فرص الفوز بها أو الحصول عليها أو غرسها في النفوس المرتابة فينا.
فلا يوجد أحد في هذه الدنيا يمكن أن يمنحنا الثقة، وإنما نحن الذين ننتزعها من الآخرين، بالحب والطمأنينة والرضى، وليس بأي وسيلة أخرى مهما كانت الأسباب والظروف.
إن الثقة رأس مال ضخم ورصيد لا يمكن الحصول عليه بسهولة، وإن التفريط فيها أو استنفاذها يُعدّ حماقة وجنون يندم عليها صاحبها طول عمره.
وإذا كان الفوز بالثقة يُعتبر مغنماً كبيراً، فإن خسارتها تعد أكبر مفقود في حياتنا.. خاصة عندما نخسر معها أناس مهمين في حياتنا ... برؤيتهم ومواقفهم وبأخلاقهم، وبمودتهم لنا.
ومن يخسر هذا النوع من البشر فكأنما خسر عمره، ومن يخسر عمره فإن حياته على وجه هذه الأرض تصبح بلا معنى أو قيمة.
وإذا كان من الصعب علينا أن نحصل على ثقة من يهموننا بسهولة.. لكن أرى أن الأصعب من ذلك هو .. أن نحافظ عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.