الخميس، 13 سبتمبر 2018

الشاعر (محمد الوسيم)

(أنفاس الموتى)
(محمد الوسيم)
******************
في الطَّريقِ إلى مِقبرَتي

استَوحَشَتني قُبورُ الأحياء
سَرقَتني رِياحٌ خَضراء
إنها جنَّاتٌ أرضيَّة
سَجدَت لها الأرضُ وقِبلَتَها السَّماء
أنفاسُ المَوتى
عِندَ قبورِ الأحياء
صَرختُ بِأعلى صَوتي
دَعَوتُهم لم يُلبُّوا النِّداء
يَقبعونَ تحت الحُفَر يَسكنونَ بِها
إبني مَعهُم أودَعتُهُ بِيدي
تَمنَّيتُ يَرجعَ معي
لَكِنَّها الفُرقةَ هَيهات
كُنتُ أُخيِّمُ عليهِم
بِرِدائي ومن الخافِقِ أُطعِمَهم
ناداهُم صوتٌ خافِت
يَخرُجُ من ثُقوبِ الفَضاء
أيُّها الرَّبُّ حِنَّ عليَّ بِلمحةٍ مِنهُ
واحسِبني من قافِلةِ الأنبياء
تَقَطٍَعتُ عليهِ ألماً فأنا لا أملِك
صبر إبراهيمَ حينما وُضِعَ بالنار
ولا صبر يَعقوبَ
عِندَما أكلوا فِلذتَهُ الضِّباع
وليسَ عِندي صبرَ تِلكَ المرأةِ الحَوراء
أنا نسيجُ إنسان
مِثلَ كلِّ الآباءِ خَليقَ تُربةٍ
عاشَ بها وتوسَّدها طافَ كلَّ الأرجاء
إنَّها النِّهاية ..ليسَ لنا لِقاء
تِلك الوَديعةُ سأترُكها بِجنبك
لِتَنعمُ بِسلامِكَ وتتغطَّى
بِرِدائكَ الذي لا يُضاهيهِ رِداء



(غربة عمر)
(محمد الوسيم)
*************
تعالَ و اسقني من شرابِ لذتِها

واشعر بروحي كيف هامت
بساقيها
لي رحلةٌ بينَ اطياب روحٍ ثملت
بخافِقها
تغني الحب صوتاً بشاديها
كيفَ اوصفُها
قد ورثت الجمالَ من جمالِ
هاديها
هى من بين النساءِ ملكةٌ
توُّجت على العروشِ بحاضرِها
وَمَاضيها
لاتسألني عنها لو كانَ لها طريق
لاستدلَ الورد قبلَ أن تخرج
نسمات الهوى تُناجيني واُناجيها


جسدي المصلوب 
محمد الوسيم
***************
سَأَشكُوكِ لربي

يومَ يُبعثُ جَسَدي
مَصلُوباً
مَنقُوشٌ عَليهِ إسمُكِ
أُنَادي الأَمواتَ
يَهتفونَ مَعي
هذا صَريعُ الجَانيَة
مَجنُونٌ قَضى الدُنيا
في خَدّيهِ
تَتَساقَطُ الدَمُوع
عَلى حَبيبٍ هَجَر
ذلكَ العَاشقَ المتيمِ
أَفنى عُمرهُ يَتجوّلُ
ّ
في أزقّةِ المَجنّةِ

يُسائلهْم عَنكِ
ِ
يَبتسِمُ لليّلٌ

لم يُشرق فَجرهُ
يُناشدهْم رفقاً
بِقلبٍ أدّمنَ الجراحَ
مُلقى مُتَولّعٌ
بفاتنةِ الشّمال
بددّت سكينتهُ
كأَنّها ماردً
سكنَ الجَسدِ
قَتيلٌ مُسجى
في قَبرِ الظلماتِ
يكلّمُ المَوتَى…
لا يجدُ جَوَاب
****************
المجَنة… المقبرة




(ضيعة الغسق)
محمد الوسيم
**************
عَلى مَسارِ الهوى

في زحمة الطرقِ
هلَ جمـــالُها فامتزجَ
السِْحرُ بالأفقِ
مواكب العشقِ
جاءت بعدَ مــــوسمُها
فمرحباً في طيبُها العبقِ
ليسَ هناكَ اجمل من سمراء
ملكت وترجحت فوق
كلَ الفنون والالقِ
جميلةً أخذت قلبي لرقتِها
وعمّدت نهراً فاض بالخلقِ
سألتُها ذات يوم
ٍ
كيف قصتُنا وهل تَرانا عَبرنا

ضفة الغرقِ قالت وحقَ
أن ضـــاقت وأن رحبت
أسير خلفُك عمياء بلا قلقِ
اصدق الود عهداً بات يجمعُنا
َخَــــالي مِن الحبرِ والورقِ
وأن سألت وصالُها
سوفَ أنجزهُ في ساطع الضوء
وفي ضيعـة الغسقِ
أني احببتكِ والساحاتِ
زاخرةً في كل ودٍ وفي كل نزقِ
ِ
لكنَ العقلَ ميزانٌ يحكمنا

أيها الكوكب المشرق



رَحلَةَ عَاشق)
(محمّد.الوَسَيم)
***************
لَاتَفَكَّرِي حَبَيبتي

هَذَا المَسَاء وَدَعَينِي اتأَمَلكِ
سَأَحْتَوِي فُؤَادُكِ وَ ارحَل مَعَكِ
نُسَافِرُ سَوِياً نحلقُ بَعِيداً
فِي حُلْمٍ نَخْتَرِقُ الأَجْوَاء
نَختَفي عَنْ الصَّخَب
أُرَاقِصُكِ ثَمَلٌ وَأَعْزِفُكِ لَحْنٌ
اُرَدّدهُ مِنْ قَارُورَةِ عِشقِي المُتَمَرد
طَوقِينِي بِذِرَاعَيْكِ أحرُقِينِي بزفيرَ
أَنْفَاسُكِ المُتَسَارِعَة
وَاِكْوِينِي بِلَهِيبِ أحْضَانِكِ الثَّائِرة
دَعِينِي أُبْحِرُ فِي شواطيء عَيْنَيكِ
لِتَأْخُذَنِي إِلَيْكِ عَوَاصِفي
إِلَى الغريق المُنْتَشِرُ لِتِلْك الأَشجَارُ
َ
وَأَوْرَاقُهَا المُتَسَاقِطَة

حَينَها أَرْتَشِف مِن رَحِيق رضابُك الحبّ
حَتَّى يُرَتلُ لِي فُؤَادُكِ اَمَلي
وَاُرْددُ الآهات ولهً وحنينا
دَعَيْنَا نُمَارِسُ..جنون العِشْق
ِ أَنَا وَأَنْتُ كَصَبِيَّةٍ يَعْرفُون الغَرام
أَوَّلَ مَرَّةٍ لا قوَانِينَ تَحكُمنا
ولاابصار تَنَظَّرْنَا
لامكانَ إِلَّا لِثَوْرَةِ حبّنا
ثَوْرَةً اَُعَلنها بَيضاء عِنْدَ ضَوْءِ القُمر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.