الخميس، 7 يونيو 2018

ذاك زمان وهذا زمان ..بقلمي ـ صلاح الورتاني

ذاك زمان وهذا زمان ..
يحكى يا سادة ،أنه في زمن العز والريادة كان الأب يحنو
على أبنائه ولا ينام إلا بعد الإطمئنان على كل واحد فيهم
ملازم لفراشه ، كذلك الأخ ينتظر أخاه عند عودته من
الدراسة أو الشغل ليحتضنه ويطمئن عليه، والأخت هي
الأم الحنون على أسرتها بعد خروج والدتها لزيارة أهلها أو قضاء شأن لها .
أما الصديق فهوالأخ الوفي له ينصحه ويعينه في كل شؤونه :
من ذلك إيجاد شغل أو توصية منه لأقرانه أو رؤسائه .
أما الحاكم فكان دائم الإستشارة لوزرائه ودائم التفقد
لرعيته يخصص يوما في الأسبوع لقبولها والإستماع
لشكاويه وحلها .
أما اليوم ، الأب في واد والأبناء في واد ولا أحد يسأل عن
الآخر وضاع جيل الشباب بسبب التسيب واندس في بحر الرذيلة بتنوعاتها ؛
( جنس ، مخدرات ، مستوى متدني للتعليم ، بطالة ...) .
وما نشاهده اليوم من إرهاب في كل بلداننا إلا هو محصلة هذا التسيب .
وعن الأخوة حدث ولا حرج ، الأخ يقتل أخاه من أجل المادة أو حتى
من أجل النصح كذلك يفتك منه خطيبته التي تحبه ولا ترضى سواه ؛
فيموت كمدا بسبب خيانة أخيه وكم من حالات أخرى يندى لها الجبين .
وأما البنت فصارت حرة طليقة تخرج من البيت وتعود إليه
متى رغبت في ذلك وكانت دائمة التعلل بتعلات واهية والكل يصدقها خوفا من هروبها إلى
دور الرذيلة وشاهدنا عبر التلفاز مشاهد مخزية ومرعبة .
ونأتي الآن إلى دور حكامنا الأفاضل ، هل هم بحق راضون عن آداء واجبهم
تجاه أوطانهم وشعوبهم ؟، وهل هم بحق يشعرون بثقل المسؤولية ويتفانون في
خدمة قضايا أمتهم ؟، كلها أسئلة تطرح اليوم في خضم ما تعيشه أمتنا من أزمات
وتراكمات لا تحصى ولا تعد . حتى بين الأشقاء أنفسهم ( حقد ، كراهية ، تفرقة )
لذلك رأينا التدهور في كل شيء ( سياسيا ، أخلاقيا ، إقتصاديا ، ثقافيا ...).
وإنجر عن كل هذه التراكمات والإستهتارات كثرة الإنتحارات . وفقدنا الزمن الجميل
حتى صارت أمتنا مسخرة لا وزن لها في محافل الأمم وكثر الحزن والهم والغم ..
بقلمي ـ صلاح الورتاني
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.