السبت، 30 يونيو 2018

على مذبح القدس بقلم عبد السلام عارف الخليل

على مذبح القدس
يا أيها الذي أشعلت النيران 
بروحي وبروحك وشوهت 
جذوري وجذوركَ بأناملك 
وجعلتها كالبركان عندما 
ينفجر ينفجر بداخله وبحمامه 
يشوه الطبيعة الخلابة 
من يطفئ النيران أم أنت لا 
تريد أطفائها كي لا تشتعل 
مع الأعداء اليهود الغاصبين 
لبلادي ولبلادك بل تريد ببطئ 
أن تورث التحرير كما أنت 
أعلنتها وتورث كل السجلات 
القذارة للأجيال القادمة 
يا أيها الذي أني أسألك ما هي 
فئة دمك التي يضخ بقلبك أم 
أنت لا يجري بعروقك اللون 
الأحمر بل كالماء تجري ليس 
دافئاً وليس له لون وكالحجر 
الصوان لا ينبض قلبك 
أين أنت يالمتسلق على جثامين 
الشهداء والمتربع على العرش 
ويالمئتمن على الأرواح والقدس 
وكل بلادي بلادك أم أنك استبدلتها 
بالقاء نظرة على البيت الأبيض 
وبالمقابل السماح لكَ بالدخول بجولة 
سياحية على الأراضي الدول 
الأوروبية كالمعقد الموجود بداخل 
غرفة مكتبك 
يا أيها الذي أهدرت الدماء كما 
تهدر المياه الأنهر على الأرض 
وغسل سيارتك والمتكرم على 
اليهود الغاصبين بالمكرامة حسن 
الخلق والأمان والإنسانية 
يا صاحب الفخامة والعظامة 
الفضفاضة وبكرشك المتقدم 
كن بهذه الصفة مع أبناء بلادي 
وبلادك الذين واللواتي هم أصحاب 
الأرض كما أنت أم أنت أشتريت 
الحياة وخائفاً من الاصطياد ويهدر 
دمك كما أنت بشطب قلم أهدرتها 
كي لا تقع بالمصيدة و يصطادونك 
بالأباتشي ويقتلونك كما يصطاد 
العصفور عن عريشة العنب 
يا أيها الذي فوضت نفسك 
واستفردت بقرارك على أن 
تستبيح كل شيء متوفر أمامك 
وتخطفه من أمام عيون وأفواه 
الأطفال أبناء بلادي وبلادك 
لينتفخ كرشك بأكل الصيادية 
والأوزي والوز والصنوبر 
وتعمر أموالك وتصبح كبرج 
دبي الشامخ للسماء بدلاً عن 
التحرير بلادي وبلادك 
عقوداً وأنا بكِ منتصبا القامة 
ياقدس ويا كل بلادي 
وبنيكِ السياسي كان يرسم 
ويخطط بالغرفة الظلماء 
بالألوان كيف الوصول إلى 
القلوب حتى أن يتمكن من 
التربع على العرش كما المتسلق 
عندمايتمكن من صعود قمة الجبل 
كان يستغل ضعف المؤمنين 
والمحبين والمشتاقين للقدوم إليك 
ليفكوا الاغلال عنكِ ففتح فسحة 
ضيقة من الباب التضحية لتتقدم 
الشباب تلو الشباب والصبايا تلو 
الصبايا وهم بعمر الزهور الذين 
واللواتي اختاروا لأنفسهم أن ينامون 
تحت الإسمنت والتراب فضلاً عن 
أن ينامون على فراش من حرير 
ووسادة من الريش النعام ويقمون 
بقصوراً مسيجاً بالذل والعار 
ليطهرون وليعيدون نورك باللون 
الأحمر وليزينوكِ بالزينة الشهداء 
لكن المتسلق والنصاب عندما اشتدى 
ساعده وحان الوقت بداخل الجامعة 
الحقوق وعلى مسمع ورؤية الطلاب 
تقدم وبقبضته قابضاً عليكِ يا قدس 
ويا كل بلادي ونصبكِ على المقصلة 
الحقوق المكتسبة كالخونة ومغتصبين 
الفتيات والمجرمين بنيكِ الجلاد السياسي 
أخترق بأنامله المصطبة وأعدامكِ 
لا تسألوني يالمحبين ومحبينها متى 
تشيعها لأنني لن أشيعها ولن أرفع 
على سطح البيت الراية البيضاء 
ولا السوداء لأنها هي المقبرة لليهود 
الغاصبين وللغادرين وللمتاجرين 
وللخونة أبناء بلادي بلادك 
في ذلك اليوم كانت أجمل الورود 
بحديقتنا الجميلة مزروعة كالفل 
والياسمين والغردينيا كانت رائحتهم 
العطرة تملئ الدنيا والقمر كان فوق 
سطح بيتنا ومن السماء على الأرض 
منيراً وكأننا في وضحي النهار فجأة 
وبدون إنذار أختفى القمر وأظلمت 
الدنيا وأفاض البحر وأغلقت الطروقات 
وتبعثرت الورود وزلزلت الأرض 
وانهارت المباني عندما إقتحم قلوبنا 
ولمسناه بأيدينا للدولار الأميريكي 
وكان يومها أشدى من كل الأعاصير 
وإعصار موراكوت التي دمر بلاد 
اسيا والصين قتل ودفن المساق تحت 
الرماد وغدرات الكواسر ولم نجد 
للغادرين وللخوانة دواء هناك من 
فقد منذ عشرات السنين من أجمل 
وأقوى الصقور التي لا تهاب من 
التماسيح والمتخصصين باصطياد 
الأفاعي فقد هاجرت وما زالت 
تهاجر من مأمنها الدافئ إلى بلاد 
الصقيع يا أيها الذي اعلم لقد أنجبتني 
أمي لأصطدم بالعدا وأستنزف دماءهم 
كما الغيوم عندما تصطدم ببعضها 
وتسقط الأمطار وليس لأقف على 
ممتلكاتك بالبندقية حارساً أو لأقف 
على أبواب منزلك وأنت على الفراش 
محتضن وأنا كالحارس الأمين أحرسك 
شكراً لها لقد رعرعتني وأدفئتني 
بحضنها لأذبح وأذبح اليهود الغاصبين 
على مذبح القدس وكل بلادي وبلادك 
يا فاقد الروح يا ابن بلادي وبلادك 
ويا مفرق الأرواح عن الحب والفداء 
للقدس اعلم لا بد لليل أن ينجلي وللدولار 
أن يحترق 
أخوكم عبد السلام عارف الخليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.