الاثنين، 28 مايو 2018

البستاني / محفوظ فرج


البستاني / محفوظ فرج
——————
يبدو لي أن الجاحظَ
حين أرادَ العودةَ من سامراء
إلى البصرة في المركب
كان رآنا وتحدَّثَ عنا
حينَ قذفتُ بنفسي في عرضِ النهر
وهال المنظرُ من في المركب
لما تبعتني بنت البصرة
آخرُ ما شاهدهُ الزوّارُ
عناقاً أبديّاً
ثمَّ غرقنا
تلك روايتهُ
وحقيقتنا أبعدُ أبعد
منذُ زمانٍ تتلاقى روحانا
معنىً باسم الرحمن
فالحبُّ خلودٌ لا يثلمهُ الدهرُ
قبلَ مجيء التترِ كنّا جذراً نارنجياً في غصنينِ
ترعرعنا في ساقيةٍ فانتحرَ القداح بها
وتضمَّخَ مجراها نشواناً بشذانا
طافَ بنا ورسى
ذَرٌّ منا قربَ الشطرة
كانت ( بنتُ البصرة ) بنتُ الملك (ميسوبوتاميا )
في لكشٍ وأنا البستانيُّ العاملُ
في القصرِ
وحينَ رأتني أزرعُ سطراً من أقلامِ
الوردِ الجوريِّ
قالتْ : من هذا ؟ فأجابتها
كاهنةُ المعبدِ
أحدُ الزُّرّاعُ بتلِّ الصُّوّان
قالوا عنهُ : يعرفُ بقياسٍ
كيفَ يُوَجِّهُ عَبَقَ الوردِ
إلى شبّاككِ
لم تسألْ بعدُ
ولكن ظلَّ خيالٌ ينبضُ
من سيماه
بكل عبيرٍ يتسلَّقُ شرفتها
ويحيطُ بها
محفوظ فرج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.