الخميس، 31 مايو 2018

مارتن لوثر كينج ( لديّ حلم ) ***********بقلمي / محمود الحسيني


مارتن لوثر كينج ( لديّ حلم )
***********************
في الأمم المتحدة
يصنعون الحلوى المنقوشة بدم الأطفال
( الطبق المفضل لأعضاء المجلس )
وفي الأعياد يقدمون للأمين
نصف دستة من الأزياء الشعبية
لشعوب تنقرض الأن!
( ذكرى مدماة )
سقف العالم يسرب دموع نارية
على زوايا الأرض المنسية
من عين الشمس الغاضبة!
الكل يحمل مظلتة
والعرايا يندسون بين نفايات ماكدولند
يبحثون عن لقمة منسية من فم متخم!
أطفال غزة
أطفال سوريا والعراق
والطفل مجهول الهوية إلا من رقم
بين كومة من الأرقام السوداء المدماة!
لا يبعدون كثيرا عن مرمى ذراع
من ملاعب الجولف التي ترقط جسد الأرض!
ألا ينبغي لك أيها العالم أن تبتهج؟!
فالحضارة صنعت أجهزة التعويض
لأطراف بترتها عجلاتك المجنونة!
هل تنامون جيداً؟!
هل حقا تملىءُ عيونكم رمال النوم؟!
وهل سنراكم في الصباح
عبر شاشات التلفاز
وأنتم تدفنون رؤوسكم بشاطىء ميامي
وثلوج القطب الشمالي؟
أو في الجذر الصغيرة كسفن نقية الهواء؟
هل مازلتم تذكورون لوثر كينج
وأنتم تثرثرون حول مدافئكم؟
أم أن وصاياه جفت فوق أجساد الأجيال
ولم يتبقى غير ندوب
تشبه خارطة العالم اليوم؟!
السواحل المطلةُ على البنايات الشاهقة
في مدن الشمال
تحمل موجةً مرت عليّ
وأنا قابع بالساحل الجنوبي المظلم من الأرض!
رأيتُ على ظهر تلك الموجة
لوثر كينج ورقةً تحترق!
رأيتُ تعاليم المسيح التي يحفظونها في علب القطيفة
جذوات مُطفأة!
رأيت على ظهر الموجة
جماجم تسحقها أقدام سوداء!
وإمرأةٌ تلقم ثديها لغول أشعث
ينفث دخاناً!
يتشكل لدوائر غيم حمراء
تحملها الريح
حيث يمطر الموت على الحقول الناعسة!
ويشيعُ الصبحَ!
ويصير الليل سيدا أبدياً للكون
ليلاً شديد الزرقة
غائر العينين
كأوجه الغرقى بقبو البحر!
بقلمي / محمود الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.