السبت، 10 مارس 2018

رحلة فراشة بقلم غادة السيد



**رحلة فراشة**
خرجت فراشة من اليراعة لتبدأ ميلادا جديدا, خرجت بأبهى الالوان والصور ورفرفت بجناحيها واستنشقت الهواء العليل وحلقت في السماء عالياً .رأت الشمس بضياء دفءوحنان . سألتها من انت ؟
أجابت : أنا الشمس الحنون أدفيء بحناني الكون , وأضيء كل شيء ليروا ويستفيدوا من أشعتي كل ما تنظرين لكن البعض لا يقدرون . وحلقت الفراشة على مساحات شاسعة من الحقول الممتدة أمامها فيها من الليمون والريحان وزهر البيلسان وزهور من كل الألوان .
حطت على وردة وسألتها من أنت؟ لونك لفت انتباهي وعبيرك أغراني ردت الوردة : أنا رمز العاشقين , وتعبير لكل المحبين وزينة الجميلات على الشعر والجبين , لكن عمري قصير بحاجة للأهتمام إن أهملني الساقي أذبل يذهب عبيري . نظرت الفراشة للأمام وإذ بشجرة ياسمين رقصت الفراشة لبياضها وتغنت على ريحها وقالت: من أنت حبك سرى بدمي و من نظرة ألهمتني بأجمل الرقصات .
رد الياسمين : انا من عبق السنين رمز الشام وكل الاراضين وأبيض ناصح أسر الناظرين , مهما تبدلت الفصول أظل أبيض صامدا لا أهاب الضباب . وعادت الفراشة محلقة بين الحقول , لتمر بحقول سنابل اللقمح حطت على سنبلة وسألتها ؟من أنتم ما بالكم متعبون لم انتم بهذا اللون الأصفر شاحبين؟
أجابت السنبلة : نحن من خلق رب الكون عندما ننضج نصفر ويأكل منا الجائع والفقير ونحن غذاء للعالمين , لا يستطيعون الأستغناء عنا ولا بإي حين قالت الفراشة لما أنت منحنية ؟ ردت السنبلة :لأني ممتلئة كلما زاد حملي ازدتُ تواضعاً , أنظري تلك السنبلة هناك رافعة رأسها شامخة أصابها غرور لكنها فارغة ما منها فائدة . عادت الفراشة محلقة فرحة مستبشرة ,حطت على شرفة لتجد أمرأة تشرب قهوتها برائحة الحنين سمعتها تتنهد بأنين , وتقلب صور المحبين والدموع تسيل قائلة لماذا هجرتم وتركتم أما تنتظر بدموع العين المنهمر
حزنت الفراشة لحالها وحلقت لأبعد من ذلك المكان ,وإذ بغبار ودمار وأرض تنهار وأصوات نساء وعويل وبكاء أطفال أليم يركضون لأي مكان فيه أمان .
هروباً من غدر أثقل عليهم حياتهم ودمر أحلامهم وقضى على أمالهم . بكت الفراشة وقالت :أه منك يا إنسان أنسيت أن كل شيء ملك الرحمن وتقتل وتدمر وتسرق فرحة أطفال والأحلام إلى أين تمضي يا إنسان وتترك غيرك بلا أمان وتعصف بالغدر كل الأزمان دعت والكل يدعو الرحمن أن يعود السلام والوئام وينتهي ذلك الكابوس وكل شيء عبوس وتعود ضحكات الأطفال ; و و فرحتهم بارض سلبها الغادرون و يعود اليها كل المحبين
#غادة السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.