السبت، 6 أكتوبر 2018

عيدك ياسيدي المدرس **********بقلم الشاعر محمد خالد الأمين


عيدك ياسيدي المدرس
*******************
من زيتكَ 
أضَأْتَ قناديلَ
واحترقت أناملكَ
لمَّا غدت فتائلَ..
ومن سحابك
غزلتَ الحرف وعلّمته
ونسجت نجوما وعقولا 
وحلبت كوثرا وخصائلَ..
وبأظافرك، نبشت تربة 
وغرست أفنانا وفسائلَ
ومن عرقك سقيتها
حتى غدت جنانا
وأثمرت غِلالا..
ومن فيض التزامك 
بنيتَ آفاقا وأمثالا
وقدت قوافلَ وأجيالا
حتى بلغ الرّكب أقصاه
وحدَّ المدُّ مداه... 
نَضِجت السّنابلُ
وأطربت العناديلُ 
وقُطفتِ الورود
وشُكّلت الأكاليلُ
وكنتَ: أنت المكلّل.
مع الأسف ، يا سيدي 
تغيّرت الأحوالُ
مع فتلات الأيام 
وعقّ الشّيب سوادَ ليلك
بعدما انسلّ الشباب 
بطيّ أزهار من مذكراتِك..
أعياكَ الانتظارُ
ببزوغ فجرٍ جديدٍ
يُنعِش عُمرَك
لكنهم يعشقون الليل 
والبابُ مغلقٌ بوعود
فمتى يبزغُ الفجرُ
ليكون الانصهارُ؟
ومن نزيفِك الأصيلِ 
كتبتَ بريشةِ الأنينِ
على لوحة التحصيل
عناوينَ وتحاليلَ
حتّى فقد الشّفقُ حُمرتَه 
وتكثَّف الدّمُ في غروبِك 
وصار قاتمَ التّشكيل... 
تغيّرت الأجيالُ 
وكثُر الِارتجالُ
حتى عاف القلمُ مِدادَه 
وبصقه في الهواء
وانفلت من كنف التحصيل
إلى كفن الإهمال ..
أيّها المبجّلُ
فكيف تنقُش على الدُّمى؟ 
والقنفذ أصبح أملسَ
واللّبؤة تعانق النّسانس
والجرذان تُطعم الخنافس 
والأبيض يبصُم على السّواد
ولا يترك أثرا 
كصوتٍ ينزلقُ في كهفٍ
ولا يُحدِثُ الصّدى...
أيّها الفاضلُ:
توسّلْتَ الأفضلَ 
وَراودتَ الأمثلَ 
وقطعْت مراحلَ
في حلبة الأغلال
فكُبّلتْ يداك 
ولا تملُّ
لكنّ العقلَ في عتبة السياقِ 
لا يُغلُّ
فهنيئا لك وحمدا وسلاما
ونحنُ بعيدك نتوجك تيجانا
ونمسح ما جبن من عرقك
إجلالا ... 
**********
محمد خالد الأمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.